تقولين أكتبني ..
في أشد لحظات القرب تقف جميع الجوارح عاجزة عن استيعابك ..
العين في انبهار والقلب في انهيار والعقل في انصهار ..
فكيف بحروف وكلمات أمام وجه كضوء النهار وحسنٌ يفيض كالانهار ..
أما بعد .. فقد مزق هذا القلب الشوق .. ولو تعلمين فإن الاشتياق كالاحتراق ..
لا هو يشفيك ولا هو يرديك .. تبحث العين عن وجهك في ملامح الكبار والصغار .. تشتعل الذاكرة حين تمرين بها ولا تغادريها أبدا ولا تنفك عن الاشتعال ..
ليس لذلك الظمأ نهاية ولا سبيل للانطفاء .. إلا انطفائي مشتعلاً كلما زاد الغياب وزاد الاشتياق ..
اتعرفين تلك الابتسامة التي ارسمها لكل من مر بتحيتي ثم تبهت تدريجيا و تسقط الرأس كالاموات ؟
كل خلية شبه حية في جسدي تنتظرك لتدب فيها الحياة ..
كل تلك الدماء الباردة التي يضخها القلب ليعذبني تنتظرك ..
كل تلك الأنفاس الهاربة الكاذبة تنتظرك لتعود إلي الحياة ..
وتقولين أكتبني .. أنا عاجز عن كتابتك في الحضور وفي الغياب ..
في حضورك الطاغي تتلعثم الأشياء كلها من حولي
واشاركها التلعثم وتدور تلك العينان غير قادرة على احتواء ما تراه أم أنها لا تصدق ؟
وفي غيابك القاسي تصير الحياة ثقيلة ولا أقدر على حمل نفسي حتى وتصبح كل الأشياء غصة لا تزول ..
وتقولين أكتبني ..
.. عذرا سيدتي لا أستطيع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق